غير سالكة!

تزكية باسيل أميركياً.. غير سالكة!

  • تزكية باسيل أميركياً.. غير سالكة!

عربي قبل 5 سنة

تزكية باسيل أميركياً.. غير سالكة!

في وقت لم تلق زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لبنان ترحيباً سياسياً بسبب مواقفه الحادة لجهة الضغط على "حزب الله"  وترسيم الحدود، فإن ارتدادات الرسائل السلبية التي وجهها إلى اللبنانيين تضاءلت لسببين: الاول، توقيع الرئيس دونالد ترامب على مرسوم إعلان سيادة إسرائيل على الجولان المحتل، الأمر الذي عزّز اوراق قوة إيران و"حزب الله" بعدما أطلق الوزير الأميركي مواقف تصعيدية ضد الحزب وتوعده بعقوبات جديدة عليه.

 

ثانيا، شهادة بومبيو نفسه أمام اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس النواب الاميركي في موضوع تمويل المساعدات للنازحين السوريين، عندما تحدث عن المهمة المحددة التي يرغب بها الشعب اللبناني والمتمثلة بعودة النازحين وكيفية  تأمين الولايات المتحدة وشركائها العرب الظروف المناسبة على الارض في سوريا لكي يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة الى بيوتهم، ومبديا بصراحة أن عودة هؤلاء الافراد هي الافضل لهم.

 

لقد سارعت مصادر في 8 آذار  إلى التوقف عند شهادة بومبيو أمام الكونغرسوالتي اقتصرت على ملف النزوح في ما خص لبنان، قائلة لـ"لبنان24 إن بومبيو خطا خطوة متقدمة عندما أسقط العودة الطوعية أثناء حديثه عن النازحين، ولم يربط عودتهم بالحل السياسي وإعادة الإعمار، الأمر الذي فسرته المصادر بالخروج عن الأدبيات الأميركية في التعامل مع ملف النزوح، وان كان لم يتم التطرق إلى سياق عودتهم.

 

ما أدلى به الوزير الأميركي هو نتاج وحدة الموقف اللبناني من أزمة النازحين، خصوصا أن بومبيو، بحسب أوساط تكتل "لبنان القوي" لـ"لبنان24 ، كان صاغيا بدقة للشرح الذي قدم حول هذا الملف في قصر بعبدا وقصر بسترس ومتفهما للمخاطر التي يمثلها واقع النازحين على لبنان وتركيبته، ومتقاطعا مع رئيس "التيار الوطني الحر" في أكثر من نقطة، علما أن بومبيو في الوقت عينه كان مستاءً ومنزعجاً من الانسجام في موقف المعنيين من عملية ترسيم الحدود.

 

الشهادة "البومبيوية" دفعت الوزير باسيل، بحسب مصادر مطلعة على الموقف الاميركي، إلى محاولة استغلال اللحظة، بتغريدة نشرها عبر "تويتر" وصف خلالها موقف الوزير الأميركي بأنه خطوة متقدمة تؤكد أن الحوار الصريح والجريء والموقف الوطني الواضح هما اقرب الطرق لتحقيق المصلحة الوطنية، وأن العودة ستتحقق ولن نرتضيها الّا آمنة وكريمة.

 

فهذه التغريدة التي استتبعت بتصريح من النائب ميشال معوض رئيس "حركة الاستقلال" ونقطة على السطر، لم تكن من عبث، تقول المصادر عينها، منطلقة من أن آل معوض على علاقة قوية وصداقة مع الاميركيين أيا تكن الإدارات المتلاحقة، لتؤكد أن نائب زغرتا يواصل خلال زياراته واشنطن تزكية باسيل لرئاسة الجمهورية، لا سيما بعدما حقق في الماضي اختراقا، ولو بسيطا، في علاقة باسيل مع بعض المسؤولين الاميركيين على المستوى الشخصي.

 

ثمة من يقول في الأوساط السياسية الداعمة للوزير العوني إنها المرة الأولى التي يخص فيها وزير أميركي الخارجية بزيارة منذ ثلاثة عقود، في محاولة منها لإشاعة مناخ إيجابي حيال إمكانية أن تسلك العلاقة بين باسيل والمسؤولين الأميركيين مساراً جديداً يبنى عليه بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون، بيد أن زوار واشنطن المطلعين على موقفها الرسمي، يؤكدون لـ"لبنان24" أن الأمور لا تقاس على هذا المنوال. فباسيل يدرك جيدا أنه غير مقبول أميركياً على رغم محاولاته فتح منافذ مع المعنيين في الكونغرس ومجلس الشيوخ، وسعيه المستمر الى إرضائهم لتسويق نفسه رئيساً للجمهورية في مرحلة مقبلة، فأي دعوة رسمية لم توجه اليه لزيارة واشنطن، وكل ما في الأمر أنه كان يشارك في مؤتمرات تعقد تحت عناوين مختلفة، مشيرة إلى أن سياسة "اجر بالبور واجر بالفلاحة" التي يحاول عبرها باسيل عدم اغضاب أحد على خطي حارة حريك - واشنطن عبر إحداث توازن بين  المحافظة على التفاهم مع "حزب الله" من جهة، ومن جهة أخرى مراعاة القرارات الاميركية على قاعدة أنها لا تعني لبنان من دون رفضها ، لا تلقى ترحيباً اميركيا، مشيرة إلى أن الرئيس سعد الحريري على بينة من هذا الموقف، الأمر الذي يطرح بحسب المصادر عينها علامات استفهام حول مصير التسوية في مرحلة مقبلة.

 

وسط ما تقدم، ترى المصادر المطلعة على الموقف الأميركي أن بعض القيادات اللبنانية  التي عادت من روسيا  خالية الوفاض صحت على حقيقة مفادها أن لا رئيس في بعبدا لا ترضى عنه الإدارة الاميركية، وأن غدا لناظره قريب.

 

 

 

المصدر: خاص لبنان 24

التعليقات على خبر: تزكية باسيل أميركياً.. غير سالكة!

حمل التطبيق الأن